الفصل 4. بسمة

 

المقطع 1.

اكتفاء حازم بالابتسام كان يقول في باله لن تتحمل رغم تعجبه من ثقتها بنفسها لكنه متأكد لن تصمد فجسمها لا يساعده وما يطلبه منها يحتاج لفتاه رشيقة وتمرين لن تتحمل ان تنظف البيت فوزنها سيزيد الضغط دخل شقته لم ينهي اعداد كوب من القهوة حتى دق جرس الباب فتح الباب كانت بسمه تضحك
بسمة: انا بسمة الشغالة الجديدة كنس مسح غسل أمرني يا سيدي
كان صعود بسمه في وقت ضيق وخطير قد يراها أحد او يشعر والدها بغيابها فهو وقت الراحة والغدا
حازم: ازاي تجي في وقت زي ده
بسمه: بابا عنده غدا عمل وانته اخر شقه وما فيش حد ينشر او يعمل حاجه على السطح الساعة ذي وسط الشمس وماما صامت ونامت شويه وقلت ليها أنى خارجه اجيب اكل من بره ليه ولو شافتني نازله أقول لها أنك طلبت اجيب لك اكل معي
حازم: ماشي ادخلي اروح غرفتي ارجع بعد ساعة بالضبط الصالة تكون نظفت وتغسلي الاطباق
نظرت بسمه للصالة كانت مرتبه فيها قليل من الغبار لم تكن ستتعبها تحتاج للكنس وللمسح فقط ثم تحركت للمطبخ لترا الاطباق لم تكن كثيره وكان المطبخ مرتب لم يكن عمل مجهد او كثير
بسمه: عده التنظيف وين
حازم: البسي الجزمة
لبست بسمه الجزمة ووقفت كادت ان تسقط وهي تحاول الوقوف ابتسم تأكد انها لن تصمد كان كل وزنها على أصابع اقدامها ومع اجهادها للثبات طول الليل والنهار كانت متعبة أصلا لكن ابتسامتها اعطتها إصرار اكبر ان تستمر وقفت ثابته
حازم: المكنسة والمنفضة تلاقيهم في المخزن الصغير جنب الحمام واعتقد ما فيش فرق بين شقتي وشقتكم تعرفي الأماكن تبدي الشغل
بسمة: حاضر
كانت تمشي بصعوبة بالغه كان ضيق الجزمة والم ها على القدم يزيد من الصعوبة لو كان العمل على أطراف اصابعها فقط لكان الامر أسهل ذهبت واحضرت المكنسة الكهربائية والمنفضة كان جر المكنسة يزيد من عذابها وقعت على الأرض فتحت غطاء المكنسة كان كيسها الورقي قد امتلأ عادت واحضرت كيس اخر واستبدلته كانت تحاول الكنس وهي ثابته مكانها تحني جسمها وتمد يد المكنسة حتى الوقوف كان مؤلما فوزنها ثقيل والوقوف صعب 10 دقائق من الألم لم تعد تقدر ان تتحمل الم فضيع احست بالألم في مفاصلها وظهرها لكن عليها الاستمرار كانت كلما جرت المكنسة وقعت على الأرض وقفت على ركبها واخذت تنظف وهي على ركبها خرج حازم
حازم: ايه اللي تعمليه ده اوقفي وكملي شغل
بسمه: الاتفاق أنظف وانا لابساها قائمه قاعده المهم أنظف ترجع في كلامك والا اية
تبسم حازم وبسمه تعمل بكل جد في التنظيف كانت تنفض الغبار عن الأثاث بحرص تخاف ان تقع على شيء وتكسره مشت للمطبخ على ركبها حتى صارت أسفل الحوض وقفت تغسل الاطباق كانت فاخره ومزخرفه تغسل ثم تمسح وتعيد ترتيبهم في دولاب الاطباق كانت تحمل الاطباق طبق تلو الاخر لدولاب الاطباق كانت تخاف ان تتكسر الاطباق كانت الساعة انتهت لكن حازم ضل يتابعها وهي تعمل حتى أوقعت أحد الاطباق
حازم: ايه الإهمال ده فشلتي
بسمة: ابوس ايدك ما ينفع بعد التعب ده تقول لي فشلتي انا انهديت حرام عليك
حازم: انا عطيتك فرصه انتهاء وقتك وسكت
بسمة: انته كمان مفتري لوحدك وتأكل في 12 طبق ليه يعنى وسختهم متعمد والاتفاق كان الصالة بس
حازم: الطبق انكسر

المقطع 2.

  كانت لحظه من الهدوء بينما بسمه تقف على ركبها تجمع قطع من الطبق المكسور صامته كانت تحس بالتعب والارهاق كانت دموعها تتساقط على خدها دون صوت ضغطت بيدها دون وعي على قطع الزجاج التي تحملها جرحت يدها لتسقط قطرات من الدم على الأرض تختلط بدموعها يتقدم حازم نحوها بشكل سريع ينحني يفتح قبضتها ويلقي بالزجاج على الأرض
حازم: ايه ده يا مجنونه
امسك بذراعها يغسل كفها بالماء البارد ويضغط بيده ليتأكد من عدم وجود قطع من الزجاج علقت تحت جلدها
اجلسها على كرسي المطبخ وجرى الى غرفته احضر عده الإسعافات الأولية لم يكن الجرح كبير وضع المطهر كان لسع المطهر اعادها للصورة
بسمة: اااااه بلاش يا أستاذ حازم طيب بشويش
لكنه كان ممسك يدها يطهرها دون كلام ثم ربطها بالشاش يفكر ان هذه الفتاة بلوه ولن تتركه في حاله
بسمة: اعوضك عن الطبق او عاقبني باي حاجه تشوفه بس ابوس ايدك ما تضيع اليوم كله على طبق
حازم: بسمة يا بنتي عالمي غير عالمك
بسمة: اعطيني فرصه ثانية اختبار ثاني ارجوك انا عايزه اعرف كل حاجه ارجوك
حازم: صعب تعرفي وجودك معي في شقتي ولوحدنا غلط
بسمة: ارجوك سيدي عاقبني اعمل أي حاجه بس أفضل
حازم: واضح أنك بتدخل مواقع سادية وكثير لكن أحب افهمك ان العالم اللي تشوفيه في النت مش منطقي ولا مقبول ليكي الواقع حاجة ثانيه
بسمة: ازاي عايزه افهم مستعدة اتعلم واتحمل
حازم: طريقك لازم يكون بعيد عني مش ممكن نتلاقى لو شافك حد ولو حصلت حاجه زي الان كل يوم تكذبي على أمك وكل يوم تالفي قصص تقولي ايه على ايدك لامك
بسمة: بس انا عايزه افهم على الأقل احكي لي انته ايه وكنت تعمل ايه
وقف حازم ونظر لبسمة كان يتذكر وصوله الى اوروبا يطلب اللجوء كان صغيرا انهى تعليمه في معهد فني ويعمل في احدى الورش بدخل جيد لكنه لم يكن يتفق مع زوجة ابية التي ربته كان يحلم بعيش الحرية أراد ترك البلاد هو لا يكاد يعرف ابوه فأبوه منشغل دوما عنه واخوانه من زوجة ابيه يكاد ان لا تكون بينه وبينهم علاقه فهو يقضي غالب وقته في الشارع او عند أصدقائه نجح بتفوق وعمل كان دخل عمله كله له كان يقدر ان يستقل ببيت لوحده لكن كان حلمة السفر الهجرة فهو لا يحس بانتماء لوطنه عاش معظم حياته خارج اسرته بعد وفاة صديقه المقرب لم يعد هناك شيء يربطه بوطنه كان يحس بالغربة كان الحصول على فيزه للعمل هناك امر صعب فهو مجرد فنى ليس لدية لغة او معرفه غير الصور والأفلام الرومنسية التي كان يتابعها كان فتى رومنسي ويحلم دوما بحب افلاطوني عاش كل  فترة المراهقة  يعشق فتاة في أحلامه كانت شقراء بعيون زرقا بيضا كأنها الثلج الناصع والان قد شب وحان وقت تحقيق حلمه كانت رحلته الأولى في بلده حتى وصل للمينا لم يكن شاهد البحر من قبل صعدوا للمركب وتحرك المركب في البحر كان يحس بالدوار كان هناك شخص دائم السخرية منه لطالما كرهه فهو لم يتوقف عن السخرية منه ومن ضعفه واصابته بالدوار طوال الرحلة لكن كانت الصدمة حين توقف لمركب في عرض البحر واعطوه العوامات ليرتديها كان عليهم النزول لمراكب الصيادين الصغيرة ليس لديهم تصريح بدخول المياه الإقليمية ولم يريدوا ان يكشفهم حرس الحدود ان حاولوا الدخول كان عليهم النزول بالسلالم والقفز في الما وركوب قوارب الصيادين الصغيرة كل 6 او 7 في كل زورق يختبؤون بين الأسماك لم تكن المسافة كبيره لكنهم يقفون متباعدين بحيث يتمكنوا من الهرب ان ظهر خفر السواحل احس برعب يكتسح قلبه وقتها تشاجر هو وقائد المركب لم يكن هذا الاتفاق الا ان الرجل الذي يسخر منه دفعه في البحر لم يعرف العوم يوما الا ان العوامات رفعته سحبه الشخص الغريب نحو احد المراكب صعد ثم ساعد الصيادين برفعه الى الزورق لم يتوقف الغريب عن المزح معه لم يعرف ما شعوره تجاهه تلك اللحظة الا انه احبه بعد ذلك ما ان وصلوا الى السواحل حتى تركهم الصيادون وانصرفوا لم يعرف ماذا عليه ان يعمل اين يذهب الا ان الغريب طلب منه اللحاق به ضلا يمشيان لمسافه كانت رائحتهما عفنة حتى وصلا احد المحلات بدا الغريب التحدث بالفرنسية مع العامل بالمحل واعطاه الهاتف اتصل الغريب وكان يتحدث ويعطي السماعة للعامل في المحل ليتكلم في الهاتف بعد ان انهى المكالمة خرجا
مصطفى: اجلس هناء اروح ادور لينا لقمه وراجع , الا صحيح ما تعرفنا بشخصك الكريم
حازم: حازم من وسط البلد هندسة الكترونيات , وحضرتك
مصطفى: مصطفى محاسب عندي 3 لغات هوايتي صيد السمك والعوم
ذهب مصطفى مر بعض الوقت أحس ببعض الضيق قد يكون الشخص ذهب وتركه لكن سرعان ما عاد له الاطمئنان ومصطفى يقف امامه يحمل كيس كبير ويخرج له علبه عصير وبعض السندوتشات
مصطفى: خذ كل , لو تشوف اللي شفته بس يا راجل بنات تشل شل
حازم: بنات ايه في النيلة اللي احنا فيها
مصطفى: ولا نيله ولا حاجة يا راجل كمال صاحبي جاي وهو اللي قال لي اجي تهريب ضبط اموره هنا وهو جاء زينا وحصل لجو والان يتابع الجنسية ويشتغل وعلموه لغة هنا كمان واموره فل و10 كمان ما تقلق, بس قال لي المكان بعيد يكمل شغله 5 و3 ساعات الطريق يعنى على ال 8 او 9 ما تخاف جبت اكل يكفى واهه جالسين نتفرج ونتسلى
استمرا يتحدثان واخذهما الكلام لم يحسا بالوقت غابت الشمس ولم يدركا ان الوقت مر حتى اتى رجل يهاجم مصطفى لكن قام الاثنان يتضاحكان أدرك حازم انه صديق مصطفى كمال اخذهما لسيارته كانت سيارة صغيره بالكاد تتسع لأربعه اشخاص انطلقا حتى وصلا الى بيت كمال كان عباره عن غرفه مع حمام ضيقه كان عليهم النوم متجاورين لم يكن يضيق ان ينام احد بجواره حتى في البيت يعيش بغرفة منفصله منذ ولادته والان عليه ان يعيش مع شخصين بغرفه واحده وعلى سرير واحد ضيق يتسع لشخصين بالكاد

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سناء وجسار الجزء الثاني الفصل الأول

غربة الفصل السادس

سناء وجسار الجزء الثاني الفصل الخامس