لبيبه

في مدينه صغيره كانت تحكم من ملك قد كبر سنه وضعف بصره وكان للملك ابن وحيد ظالم وشرير ومنذ ان استلم الحكم زادت مظالمة لكنه كان يخاف اباه لذلك كان يستخدم الحيلة لخداع الناس واخذ أموالهم بحيث لو وصل الشكوى لوالده باي طريق كان تكون حججه ظاهره ورغم منع ابيه من روية غالب الناس يتحجج للناس بمرض ابيه وكان يساعده في ذلك الظلم رئيس الشرطة والقاضي واما باقي مسؤولي الدولة فكان يحابيهم ويظهر لهم المحبة وخدع الكثيرين منهم حتى وزير ابيه وهو رجل طيب القلب بحيله والاعيبه وفي نيته ان مات والده ان يحبس الوزير حين يكون حكم البلاد خالصا له كان الأمير الشاب ويدعى مقداد رغم طمعه بالمال ونهبه لأموال الناس الا انه يتميز ببعض الاخلاق فهو ليس من شاربي الخمور او متحرشا بالفتيات وكان فارسا شجاعا ويفي بوعوده وكان يهوى التحف والأشياء النادرة والخيول الأصيلة ليسابق بها وهذا سبب طمعه فبلاده فقيره وكان ينهب الأموال لشرا تلك الأشياء ويزين بها قصره  او يفتخر بخيوله في ضاحية تلك المدينة تعيش اسرة فقيره اخ واخت يتيمان الأخ متزوج من امرأة طيبه ودوده تربى اخته كأنها ابنتها  الأخ قوي البنية شديد الجسم ويعمل بناء والاخت ما زالت صغيره وقد رباها منذ ان ولدت فقد ماتت والدتها اثناء ولادتها ورباها هو وهو في العاشرة ومات ابوهم وقعت عليه احجار كان يرصصها فقتلته فعمل هو عامل بناء وهو العمل الذي تعلمه عن والده وكانت الأخت في الخامسة وهو في الخامسة عشره من العمر وبعد وحين بلغ السابعة عشرة زوجه صديق والدة ابنته فصارت اما لأخته التي بلغت السابعة من العمر وللأخ ويدعى همدان قوة عظيمة ولما بلغ الثالثة والعشرين من العمر مر احد التجار من القرية التي هم فيها وكان رجل سي الخلق يعامل الناس بتكبر فهو يعرف انهم فقرا وليس لديهم ما يقدرون ان يشتروا به بضائعه وقد جاء للأمير بتحف وهدايا مما خف وزنه وغلا ثمنه وفرس اصيل نادر وكان يرافقه حارسان شديدان قويان فأقام مخيمه قرب القرية وضج الحارسان من سوء معاملته وبخله وقررا قتله واخذ ما معه وقد كان ان مر الصباح يتبضع في القرية لعله يجد شيء يشتريه ويضعه على ظهور حميرة الثلاثة وكان يعامل السكان بتكبر وتغطرس ولم يعجبه شيء مما هو موجود فكل ما هو موجود زرع وماشيه وهو من تجار التحف والمجوهرات والخيول وكل ما غلا ثمنه وزاد ربحه  , التقى التاجر بهمدان وكان يحمل حجر ثقيلا على ظهر  ولبيبه اخته تسير خلفه وقد تعجب من مقدار قوته وظن انه عبد لان ثيابه باليه متسخة وعلى جسمه اثر من جروح نتيجة حمل الأحجار  فأوقف لبيبه

التاجر: يا فتاة أهذا العبد لأهلك
لبيبه: هذا اخي يا أحمق
التاجر: ومن سيدكما لأشتريكما منه وأدبك لطول لسانك
التفت همدان للرجل وابتسم لكن لبيبه غضبت وبان ذلك في وجهه
لبيبه: فعلا أنك حمق والا ما كنت تترك الذهب تحتك على الأرض
انحنى التاجر يبحث عن الذهب تحته
لبيبه: حتى تصدق أنك أحمق ولو كان الذهب على الأرض أسيكون هذا حال سكان القرية يا أحمق امشي يا اخي ودعه لحمقه
همدان: كفى يا لبيبه لم اعلمك سوء الادب مع الضيوف
ضحك التاجر
التاجر: انا ضيفكما انما مقامكما عبدين عندي وانت شبيه الحمار ان فكرت ان تصير من البشر بعتك حمار من حميري يحمل عنك حملك
وانصرف وهو يفكر ان بلغ الملك ان يبلغ عنهما ليعاقبهما بينما لبيبه كانت تريد الرد لكن همدان اوقفها بإشارة من يده عاد التاجر لمخيمة بينما أكمل همدان طريقة مع اخته الى محرقه بنهاية المزارع قرب مخيم التاجر حيث يصنع (النورة) الجبس في فرن طيني بعيدا عن بيوت القرية بمحاذاة الجبل لكيلا تؤذيهم الرواح وكان ينقل الحجارة على ظهره لان عربته الخشبية قد كسرت واقترب موسم الامطار وبيوت القرية الطينية تحتاج لترش أسقفها بالنورة لتحفظ من المطر لذلك طول الأسبوع كان ينقل الأحجار وهذا الحجر هو اخر حجر ينقله لم يكن في القرية بناء غيره وكان اهل القرية يساعدونه لذلك كان يعمل في تنوره لطبخ الأحجار وصناعة الجبس وحده وتساعده شقيقته أحيانا في جمع الروث والحطب الذي يوقد به النار , كان همدان يقص الأحجار ويرصصها طبقات مع الاخشاب والروث في تنوره المستدير حتى تطبخ بشكل جيد وفجاه قدم التاجر ناحيتهما يستغيث والحارسان يتبعانه يريدان قتله واخذ كيس أمواله وكان الرجلان يحملان حربتين طويلتين وصل التاجر الى همدان
التاجر: ارجوك لقد سرقاني ويريدان قتلي اغثني
لبيبه: دعهم يقتلونه ما لنا وله
لم يتكلم همدان حتى وصل الرجلان الى عنده كان قتله لازما عندهما فهو يعرفهما ويعرف كيف يصل اليهما ولو ضل حيا دخلا السجن لكن كانا يفكران هل يتركان لبيبه واخوها ام يقتلوهما
الرجلان: خل بيننا وبين صاحبنا وانجو انت والتي معك فانا من بلاد بعيده ولئن قتلناك لم يعرفنا أحد فاحفظ دمك
همدان: ان كان بينكما خلاف فاذهبا الى القاضي والمدينة قريبه , ولكن لن ادعكما تقتلان احد امامي
هجم أحد الرجلين على همدان فغرس الرمح في كتفه الا ان همدان امسك بعصا الرمح وكسرها وامسك بيده الأخرى رمح الاخر وقلبه على الأرض فوقع ثم امسك بيده بالرجل الذي كسر رمحه وخنقه ونزع الرمح المكسور ووضع حربته على عنق الرجل الذي سقط في الأرض حينها تقدم التاجر
التاجر: اقتلهما وادفع لك وأعينك حارسي بدل هذان الاحمقان باجر كبير
همدان: كف عن استرخاص الناس يا رجل ما اغضبهما عليك الا سوء لسانك
ثم ترك الرجلان والقى بالرمحين بعيدا
همدان: هاتي الطعام الموجود يا لبيبه واذهبي للبيت كلي هناك
لبيبه: واتركك مع هولا الانذال , وجرحك ينزف
همدان: ليس وقتك الان اذهبي
كان الطعام ربط بمنديل ربطه على جرحه وأطعم الرجال طعامه كان خبز وبعض الطماطم والخيار والبصل وارنب قد اصطاده لغدائه مع اخته لكن شواه ليأكلوه كان التاجر يمسك بذلك الطعام بيده ببعض الاشمئزاز لكن حين ذاق الخبز وجده لذيذ جدا ووجد من همدان كرم أصابه بالحرج لما هو عليه من خبث فرغم فقره تنازل عن طعامه البسيط ورغم انه أصيب فقد عفا دون طلب لعوض حتى الحارسان كانا قد احسا بسوء عملهما فليسا سارقين انما كان غل قد ملا قلبيهما من سوء معامله التاجر لهما واصلح همدان بينهما عرض عليه التاجر المال كمكافئه وان يعمل لديه كحارس لكنه رفض وكان التاجر يريد رد جميله باي شكل وكانت لبيبه قد احضرت طعامها وعادت وراها تلاعب الفرس معجبه بها
التاجر: اسمع يا همدان إني وقد رحل حارسي صرت لوحدي وهذه فرس ثمينة جدا سأتركها عندك استخدمها في حاجتك وسأعود بعد عام اخذها منك
همدان: وان أصابها شيء
التاجر: ليس عليك شيء وان لم اتي بعد عام فهي لك
فهمت لبيبه مقصد التاجر وانه لن يعود لكن اخوها جاءه هم كبير وأحس ان الفرس امانة عنده وكان شديد العناية بها مر عامان على ذهاب التاجر وصار همدان محتار وقرر الذهاب للمدينة لعله يجده ومر يركب على تلك الفرس فلما رآها الأمير أعجب بها وذهب لهمدان يشتريها منه لكن همدان رفض وقرر الأمير ان يحتال عليه فأرسل له أحد الفرسان وقال ان الأمير يريد منك ان تحمل له رسالة الى المدينة المجاورة بفرسك السريعة فرفض همدان فهو ليس بفارس فقال الفارس ذلك ما ظنه الأمير ويشك انك قد سرقت تلك الفرس فامر به الأمير ان يحبس لأنه ولما طالت غيبته ذهبت اخته للمدينة فعرفت انه محبوس بأمر الأمير  فذهبت الى رئيس الشرطة الذي اخبرها انه حبس لأنه سارق بأمر مهما للأمير فذهبت تطلب لقاء الأمير وبعد الحاح التقته
لبيبه: لما حبست اخي تلك فرسه
الأمير: اخوك كاذب فكيف لمن مثله ان يملك فرسا مثلها وهو حتى ليس بفارس
لبيبه: وان سبقك اخي في سباق واثبت انه فارس
الأمير: تركته وزدته فرسا من عندي وان هزمته اخذت فرسه وجلدت ظهره
لبيبه: قبلت
الأمير: لا بد ان يقبل اخوك
لبيبه: دعني اذهب اليه واقنعه
ذهبت لبيبه الى اخيها في محبسه واخبرته بما اتفقت مع الأمير عليه
همدان: اضعت الأمانة يا لبيبه انا أضخم منه جثة وهو اعلم مني بالفروسية وهو غالبي لا شك في ذلك
لبيبه: يا اخي قد نزل لك التاجر عن الفرس ان ضاعت منك او مر عام وقد مر العام ويزيد وان اخذه الأمير فهو شيء لا تقدر ان ترده ودع الامر لي وثق أنى سأرجع الفرس سالمه
وثق همدان بأخته فهو يعرف انها ذكيه نبيهة ورغم انه يعلم ان التاجر لن يحاسبه كان يحس ان الفرس امانة في عنقه , طلبت لبيبه من الأمير ان يترك اخاها يتدرب على الميدان يومان فوافق الأمير فلا امل امام همدان ان يتغلب عليه وحين وصلت مع اخيها لمكان السباق طلبت منه صنع طبل كبير من جذع شجره واخفته تحت احد الجذوع ووضعت في شبكة حجار وعلقتها في الشجرة ووقفت بجوار خط النهاية وحبل بيدها مربوط بالشبكة اذا سحبته تساقطت الأحجار على الطبل فاحدث دوي مرعبا ولما اصبح يوم السباق سدت لبيبة اذني الفرس واتى الأمير متفاخر يضمن فوزه وبدا السباق وانطلق الأمير مزهو ولما اقترب من خط النهاية سحبت لبيبه الحبل فسقطت الحجارة على الطبل محدثة دويا مرعبا هاجت فرس الأمير فألقته واما فرس همدان فقد كانت مسدوده الاذان وتقدمت بهدوء للنهاية غضب الأمير
الأمير: لا بد ان نعيد السباق لا اعرف ما هذه الأصوات لكنها ارعبت فرسي
لبيبه: قل أنك تريد الرجوع عن كلامك هذا اخي سيطر على فرسه العيب في الفارس وليس الفرس
سكت الأمير وأعطى همدان فرس أخرى وأطلق سراحه عاد رئيس الشرطة للأمير يخبره انه وجد ما سبب الصوت وانه سيقبض على لبيبه وشقيقها فمنعه الامير
الأمير: لا، لن ادع تلك المحتالة تغلبني انما عندي حيلة أخرى
مر شهر وعادت الأمور لطبيعتها وقرر الأمير ان يضع همدان في موقف محرج، فأرسل له من يستدعيه الى المدينة حين وصل رسول الأمير ارادت اخته الذهاب معه لكن همدان رفض وذهب لوحده للقاء الأمير
الأمير: سمعت أنك بناء ماهر ,بل افض بناء في قريتك
همدان: لا يوجد بناء غيري في قريتي أيها الأمير
الأمير: ذلك امر جيد واريدك ان تبني بيت طين لي
همدان: ولما تحتاج البيت
الأمير: ما بك تحاسبني وما دخلك
همدان: لا اقصد أيها الأمير لكن قصدي ليس مقامك بيت طين لتسكنه فربما احتجته لشي اخر فأقيمه لك بما يناسب انتفاعك به
الأمير: لا بل هو لي سكن
همدان: لست بناء للقصور ولست اجيدها، انما ابني بيوت بسيطة للفلاحين
الأمير: من قال لك إني اريد قصرا، اريد بيتا كسائر البيوت  
همدان: وأين اقيمه لك وكم مساحته
الأمير: كمساحة بيتك وتقيمه على ارض لي قريبة كم يأخذ منك من الوقت
همدان: عشرة أيام
الأمير: اعطيك عشرين لكن ان لم تنجزه بعد عشرين يوما تدفع تعويض لأكلف غيرك ببنائه
وافق همدان على شرط الأمير خاصه انه دفع قيمة البيت عشره اضعاف وفكر مهما كان الوضع صعبا عشره اضعاف كفيل باستئجار ما يكفي من العمال لإنجاز العمل والبيت صغير عاد همدان لبيته ليخبر اخته وزوجته بغيابه لفترة من الزمن لكن اخته احست ان في الامر مكيده واصرت ان تأتي مع همدان لترى الأرض فقط , ومع إصرارها ودعم زوجته لها وافق همدان ان تأتي معه فقط حتى ترى الأرض التي يختارها الأمير ثم تعود الى القرية وحين حضرت لبيبه مع اخوها ابتسم الأمير فقد وصلت من يريد تحرك الأمير مع همدان واخته حتى وصلا الى منطقه رمل متحرك
الأمير: هنا اريد البيت
همدان: ذلك مستحيل لو اردت ردمه لن يكفيني ما اعطيتني من مال ولا الوقت الأرض كلها وحل
الأمير: لا اعرف تصرف او ادفع الشرط الجزائي
سكتت لبيبه لكن ضلت تنظر للأمير بغيض وهو يبتعد ضاحكا وهو يعرف ان الردم سيكلف همدان أموال طائله والبناء مستحيل دون ردم تلك الرمال المتحركة , لم تذهب لبيبه الى البيت بل ضلت تهدى اخاها المكروب فالأمير احتال عليه وكان عليه ان يسال عن الأرض قبل ان يوافق لكن لبيبه فكرت في حيله فذهبت الى المزارع وطلبت من المزارعين جذوع النخيل المتقدمة في العمر والتي قد ماتت ويقومن بقلعها واشترت منهم عدد منها النخيل واستأجرت البغال ثم احست ان احدهم يتبعها فرجعت للبيت وارسلت لشقيقها ان يعود ثم في اليوم التالي قالت لشقيقها ان يجمع الطين ويعده للبنا ثم خرجت لتخبز الخبز ثم اشعلت الفرن واخذت تخبز ثم القت في الفرن  شده من اغصان كانت حشته بحشيش وروث وبخور فملا الدخان المكان ولفت خمارها على وجهها ودخلت البيت وكانت البست  زوجه اخيها نفس ثيابها فلفت زوجه اخيها الخمار على وجهها وخرجت تخبز مكان لبيبه  وذهبت لبيبه لتأخذ جدوع النخل الى نجار وطلبت منه صنع اطار كبير كل جهة منها من ارعه اغصان ثم طلبت ان يعمل النجار في كل ركن عمود ويربط بينها بأعمدة خشبيه من الوسط والاعلى فكان هيكل لبيت خفيف على اطار من الخشب كاطار صورة في داخله فتحة كبيرة ثم امرتهم ان يفكوه بحيث تركيبه لا يأخذ غير بضع ساعتان فكل شيء مجهز ومرقم والاطار سيحمل كما هو حتى اذا حل الليل عادت لبيتها ثم اخبرت رجل اذا اظلمت الدنيا افتعلت ضجه وشجار هي وزوجه همدان وعليه التسلل الى حيث مكان الدار سياتي النجارون ويقيمون الاطار وافهمت انها قد اتفقت مع عمال اخرين ان يأتوا بحبال ويقيموا جدران من سعف ويعينوه ان يكسوها طين تسلل همدان كما خططت لبيبه واقام الليل وضل الحرس يراقبوا بيته حتى اقتربت الظهيرة ولما لم يخرج ارسل قائدهم الى مكان البناء من احد الحراس ليجدو ان البيت مقام وهمدان يعمل ويكمل تغطيته بالطين حتى يبدو كبيت طيني لم ينتبهوا لذلك وارسلوا في طلب الأمير الذي اتى مع المغيب فقد خرج خارج المدينة للصيد وقد جاء متعجب فكيف أقيم البيت بسرعة وأين ذهب رجاله كان اركان الاطار ثابته على مواقع ثابته بين في الأرض لم يصدق الأمير ما يراه وكانت لبيبه قد أتت لترا ما فعل اخوه ضل الأمير ينظر للبيت من الخارج لم يجد فيه غرابه فقرر ان يدخل فيه فلما دخل تعدا الاطار فوقع في الرمل المتحرك ودخل حراسه فأخرجوه وخرج غاضبا قذرا وقد غرق نصفه في الوحل  فنظرت له لبيبه
لبيبه: ما بك قد غضبت قد اتفقنا على إقامة الدار وقد قام لم نذكر اصلاح الأرض هذا شانك
تقدم رئيس الشرطة ليقبض عليها وعلى همدان لكن الأمير اوقفه بإشارة من يده وابتسم
الأمير: لقد وفيت بعهدك ولك فوق ما لك مكافئه من عندي وأدعوك واختك غدا للعشاء بقصري
همدان: على الرحب والسعة
لبيبه: لي شرط قبل ان ادخل دارك تدخل داري الغداء في دارنا والعشاء في دارك
ابتسم الأمير بينما ظهر على همدان الاحراج فاذا عساه يقدم لأمير
الأمير: لا اظن داركم تليق بأمير
لبيبه: لا يعظم الدار بشكله ولكن يعظم بساكنه وان كنت رضيت وقد قبلنا عشاءك فاقبل غدائنا
وافق الأمير ولكن قرر ان يعمل مقلب جديد في لبيبه وشقيقها ورجع قصره يفكر في حيلة جديده, في نهار اليوم التالي اتى الأمير ومعه عشره من حاشيته وعشرون حارسا واحتل الأمير ومن معه بيت همدان الذي ورطته لبيبه فمن اين يطعم 31 شخصا وحوصرت لبيبه وزوجته في مطبخ البيت وكانت تفكر في حيل كثيره كان تخلط لهم الطين مع العجين او تأتي لهم بحمار من حمير القرية تشويه لهم لكن زوجه اخيها تنهاه فهم ضيوفهم ولن يرضى همدان ان يهان ضيوفه وكان في حيرة من امره وقررت اخته سرقه احذيتهم وشرا طعام لهم لكن بقى اربعه من الحرس امام الدار فراحت تطوف بيوت القرية تقول ان الأمير في دارهم جاء يرى أحوال الناس ومن لديه حاجه او شكوى ليأتي لدارهم وكان اهل القرية يعطونها خير طعامهم لإطعام الأمير فتجمع من الطعام الكثير والأمير جالس يبتسم وهمدان يخرج ويعود لا يستطيع ترك ضيوفه ولا يعرف ماذا يقول عن طعامهم حتى سمع الجلبة في الخارج والاكل اشكال والوان  يدخل داره رغم بساطته الا انه كان يكفي الكل نادته اخته من الخارج واخرجت ما طبخت هي وزوجته وقال هذا للأمير اكل الأمير طبخها فاعجبها رغم بساطته حين انها الطعام وحان وقت مغادرته خرج ليجد الناس متجمعين امام الباب ولبيبه ترص الصفوف يساعدها احد الحرس
لبيبه: لا يقلق أحد لن يغادر الأمير حتى يقضي حاجاتكم
كان كل انسان يتقدم للأمير بشكواه وكان الأمير يحل المشكلة تلو الأخرى لأول مرة كان الأمير يقف لحل مصالح الناس كانت نظرات السعادة في وجوههم والدعاء له هو ما يأخذه منهم لم يطلبوا قصور او أموال كانت طلباتهم صغيره تتناسب مع حالتهم الفقيرة من اصلاح طريق او حل خصام او مشاكل في الراي كان سعيدا بما فعله لكن كان لابد له من الثأر حين غادر الناس خلع الأمير خاتمه ووضعه في جيبه دون ان يلاحظ أحد ثم طلب من الجميع ان يبحثوا في الدار دخل همدان مع بعض الحرس وكانت لبيبه تجلس في الخارج فاقترب منها الأمير وراح يحادثها فوجد فيها الذكاء والنباهة والفطنة والحيلة وغافلها لحظه وثبت خاتمه بذيل ثوبها دون ان تنتبه ولما خرج الجميع ولم يجدو شيآ اصر الأمير ان يأتوا معه الى قصره ويكمل الحرس التفتيش في الدار فذهبت لبيبه وهمدان وزوجته لقصر الأمير حتى اقترب موعد العشاء اخبر الأمير قائد الشرطة ان يدخل ويخبره قبل العشاء ان الخاتم لم يتم العثور عليه وان عليه تفتيش الجميع الحرس والخدم والحاشية وهمدان واخته وزوجته وقد ارسل في طلب فتيات تفتشهن وبالفعل تم التفتيش ووجد الخاتم عند لبيبه , كانت لبيبه قد وقعت في الفخ هذ المرة فهي في بيته ومتهمة بالسرقة والحرز وجد عندها ولا تعرف كيف صار في ثيابها وفجع همدان فهو يعرف ان لبيبه لن تسرق وطلب الأمير من الجميع الانصراف ولا يبقى الا هو وهمدان ولبيبه فانصرف الجميع وجلس الثلاثة
الأمير: ما حكمك في اختك وقد سرقتني
همدان: اختي واعرفها ولا تسرق
لبيبة: لم اسرق شيء وهذه مكيده من تدبيرك
الأمير: بلى لقد سرقتني يا لبيبة
لبيبة: اتكذب يا رجل وانت امير الناس
همدان: اني واثق ببراة اختي لكني القرائن ضدها , وخاتمك رجع لك واعطيك ما تريد وتدعنا ان كنت تريد الفرس اعطيتك إياها
الأمير: ما سرقته اختك مني لم تعده
لبيبة: أيها الظالم اما عاد لك خاتمك
همدان: ما قصدك
الأمير: اختك قد سرقتني قل لها ان تعيد ما سرقت فقط واترككما تذهبان الان
لبيبة: ماذا سرقت منك يا رجل والخاتم اني منه برئيه
الأمير: قد تكونين برئيه من الخاتم لكن لم تبرئي من السرقة
همدان: فان كانت برئيه من الخاتم فماذا سرقت منك
الأمير: سرقت قلبي , واريدها زوجة لي
تبسمت لبيبة واخفضت راسها في حياء
همدان: أنك ظالم ولا ازوج اختي لظالم
الأمير: أنصف الناس واعيد لكل انسان حقة
همدان: أنك انسان مخادع ومحتال
الأمير: ما عرفتم من حيلتي استخدمه لخير رعيتي
همدان: لا اعرف ما تقول اختي
لبيبة: قد رضيت منه ذلك ,والامر لك اخي
تم الزواج بين الأمير ولبيبه وصار حاكما عادلا وفصل قائد شرطته الظالم وعين مكانه همدان انجبت لبيبه للأمير عشره من الأبناء وعاشوا بسعادة وهناء  

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سناء وجسار الجزء الثاني الفصل الأول

غربة الفصل السادس

سناء وجسار الجزء الثاني الفصل الخامس