القرية المخفية الفصل الثاني

جلس كامل لا يعرف ما يعمل اين يبيت ومن اين يأكل لقد قرصه الجوع وأنهكه العطش فهل يطلب ويسال لم يسبق له فعلها جلس كانت طرقات القرية قد بدأت تفرغ مع حلول المساء وجلس وحيدا كان في تقاطع طرق بوسط القرية تمام زكان التقاطع يودي لأربعة طرق لم يعرف أيها يسلك لكنه جاء من الطريق الغربية حيث الجبل حين اتاه شاب ازرق اللون فذعر كامل فلم يسبق له ان رأى انسان ازرق من قبل فتنبه الشاب لردة فعل كامل وقال لا تخف هذا صباغ انا اصبغ القماش فوقعت في الصباغ وقد ابدلت ثيابي لكن ضل الصباغ على جسدي وعلمت انك مثلي ساكن جديد فابتسم كامل وقال في نفسة جاء الفرج وقال للشاب ارجوك قل لي من أي طريق جيت عشان اغادر لبيتي فأجابه الشاب لو كنت اعرف من اين اغادر كنت غادرت من زمان لكن هذا انا لي سنة اشتغل بدل صباغ القرية اللي مات بعد ما وصلت بفتره قصيرة بس علمني شغله قبل ما يموت نسيت اعرفك بنفسي انا محمود لم يزد كلام محمود كامل الا كبت وهم قال انا كامل جيت من الجبل قال محمود لان اجن جيت من النهر وأشار بيده الى الطريق الشرقية جلس كامل يحدق بوجه محمود فقد كان هناك شيء متغير بوجهه ثم سأله ايه الشقوق حول عيونك ابتسم محمود قال لا تخاف مش ملاحظ ان كل سكان القرية عيونهم كبار زيادة عن الحد قال كامل ايوه قال محمود كلهم بشر عاديين بس لما يجلسوا فتره بتوسع عيونهم في القرية فجلس كامل يفكر هو الانسان اللي قدامي عبيط في حد بتوسع عيونه ثم قال في نفسه ليه عبيط القرية ما لهاش طريق ودخلتها من بيت في الجبل وطلع البيت مش موجود أصلا انا اللي اكيد جري في عقلي حاجه والا يمكن احلم ثم صفع نفسه فاحس بالألم لكن لم يستيقظ فراح يفكر طيب محمود راسه كبيره عادي لو عيونه كبيره انا راسه صغيره وبعيون كبيره يطلع شكلي زي سمك الزينة  لكن محمود قاطعه وقال حتى انا اول ما وصلت كنت فاكر نفسي مجنون لكن هديت على العموم انته باين بديل عم طه معلم الأطفال القراءة والحساب قال كامل وانته عرفت منين اللي عرفته ان كل الغرب يجلسوا في القرية  عشر سنين يشتغلون في مهن غير الزراعة وممنوع حد يزوجهم من السكان الأصليين يموتوا بعدها موته غريبة او يختفوا قال انته ليه ما دورت على طريق طول السنة قال محمود درت القرية كلها الغرب جبل تسلقه شبه مستحيل والشرق نهر عريض وما شفت عمري مركب بتمشي عليه والجنوب غابة دخلتها لقيت حفر واشواك ما قدرت اعبرهم والشمال قصر كبير باباه في وسط الطريق ممتد بين الجبل والنهر بابه ينفتح كل سنة مرة يدخلوا الجدد لملك القرية يحدد لهم اشغالهم واظن باقي علي ما يفتح شهر كان كامل محرج ان يطلب الطعام والشراب والمبيت لكن محمود قال اهه اكلك وصل كانت ريم تحمل الطعام تتقدم نحوه اصابته الدهشة وضعت الاكل بجواره وقالت كل أستاذ كامل قال عندها كامل انتي مين ووين البيت كيف اخرج وقف كامل يريد الإمساك بريم لكن محمود أوقفه وقال اهدا كامل قال كامل اهدا كيف انا مش عارف انا وين ولا كيف اروح ولا أي حاجه وكله من تحت راسها نظرة له والدمع يملا عينيها قالت انا ما طلبت منك تلحقني ولا عمري اشرت لك او اوحيت لك بشي انته تصرفت لوحدك بدون حتي ما تسالني حينها ادرك كامل انها محقة لكن كان يريد الخروج قال انا غلطان لكن وين طريق الخروج كيف تخرجين للقرية وين الباب ردت ريم الباب قفل كان الغرض انك تدخل بس وكان مطلوب مني اوقعك باي طريقه لكن انته وقعت قبل حتي ما ابداء بتنفيذ الخطة عشان اوقعك ولحقتني للبيت ودخلت وراية قال ومن طلب منك توقعيني قالت الملك قال أي ملك هي قرية صغيرة كيف يكون لها ملك كان كامل في حالة حيرة فكل شيء غير منطقي ولا واقعي ولا يمكن تصديقه لكن كان في غاية الجوع فجلس يأكل حين انها طعامه قالت له ريم الملك قال انك تنام مع الأستاذ عاصم ببيته فقال محمود خلاص ريم روحي وانا بدله اخذ محمود كمال الى بيت عاصم كان الشيخ الذي كان يجلس في وسط القرية وضنه كامل مجنون قال عاصم اهلا أستاذ كامل رد كامل اهلا أستاذ عاصم تشرفت بمعرفتك بس كيف عرفت اسمي رد عاصم خبرتني ريم انك بتكون بديلي بأمر من الملك قال كامل وكيف ترضي تموت بعد فترة قصيرة مشان واحد حمار قرر قال حاولت طول التسع سنين والنص اللي لي اهرب ما حصلت مهرب من هذي القرية ايه اعمل جالس وراضي ابني طوف واهرب عبر النهر رد عاصم حاول من قبل ناس غير لكن كل القوارب تغرق في نص النهر واذا انكتبت لهم الحياة يرجعوا للقرية وتزيد حسرتهم وهمهم كان كامل قد إصابة الغم والهم حتى احس ان روحه ستخرج وضل طول الليل لا يعرف ماذا يفعل